للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحاذر، والطمع والطامع، والبخل والباخل (١).

{بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} رزقه وثوابه {وَيَسْتَبْشِرُونَ} أي: ويفرحون وأصله من البشرة، لأن الإنسان إذا فرح ظهر أثر السرور في بشرة وجهه (٢).

{بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ} من إخوانهم الذين فارقوهم، وهم أحياء في الدنيا على منهاجهم من الإيمان والجهاد، لعلمهم بأنهم إذا استشهدوا لحقوا بهم، وصاروا من كرامة الله إلى ما صاروا هم (٣) إليه، فهم لذلك مستبشرون.

قال السدي: يؤتى الشهيد بكتاب فيه ذكر من يقدم عليه من إخوانه وأهله فيقال: يقدم عليك فلان يوم كذا، ويقدم عليك (٤) فلان يوم كذا، فيستبشر حين يقدمون (٥) عليه، كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا (٦)، {أَلَّا خَوْفٌ} يعني: بأن لا خوف {عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.


(١) قال القرطبي: هما لغتان وذكر قول الثعلبي بنصه.
(٢) انظر: "الوسيط" للواحدي ١/ ٥٢١، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٣/ ٤٨٤ - ٤٨٥، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٦/ ٥٠ - ٥١.
(٣) من (س).
(٤) من (س)، (ن)
(٥) في الأصل: يقدم بالإفراد، والمثبت من (س)، (ن).
(٦) ذكر ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٥٠٢ عن السدى مثله.
وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ١٧٦ - ١٧٧، "محاسن التأويل" للقاسمي ٤/ ٢٩١ - ٢٩٢، "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>