للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من المشركين ببدر، ووافقوا السوق، وكانت معهم نفقات (١)، وتجارات، فباعوا وأصابوا للدرهم درهمين، ثم انصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين، فذلك قوله عز وجل: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} (٢).

ومحل: {الَّذِينَ} خفض على صفة المؤمنين تقديره: وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين (٣) المستجيبين لله وللرسول، ومعنى الاستجابة: الإجابة والطاعة. ونظيره قوله تعالى: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} (٤)


(١) مطموس في الأصل، والمثبت من (س)، (ن).
(٢) أخرج الطبري في "جامع البيان" ٤/ ١٨١ عن مجاهد وعكرمة بعضه، وأخرج البيهقي في "دلائل النبوة" ٣/ ٣٨٤ - ٣٨٨ عن ابن شهاب الزهري، وعن عروة بن الزبير، وعن ابن إسحاق بعضه، وروى الواقدي في "المغازي" ١/ ٣٨٤ - ٣٩١ نحوه مطولًا.
وانظر: "السيرة النبوية" للذهبي ١/ ٤٦٠ - ٤٦١، "السيرة النبوية" لابن كثير ٣/ ١٦٩ - ١٧٢، "الدر المنثور" للسيوطي ٢/ ١٧٨ وقد رجح الإمام ابن جرير الطبري في "جامع البيان" ٤/ ١٨٢: قول من قال: إن الذي قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، كان في حال خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حمراء الأسد؛ لأن الله تعالى ذِكْرُه إنما مدح الذين وصفهم بقيلهم: "حسبنا الله ونعم الوكيل" ولم تكن هذِه الصفة إلاّ صفة من تبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جرحى أصحابه بأحد إلى حمراء الأسد. . . وأما الذين خرجوا معه إلى غزوة بدر الصغرى فإنه لم يكن فيهم جريح. . . وخروج النبي - صلى الله عليه وسلم - لغزوة بدر الصغرى لموعد أبي سفيان بعد سنة من غزوة أحد، انتهى مختصرًا.
وانظر: "فتح الباري" لابن حجر (٨/ ٢٢٩)، "الوسيط" للواحدي ١/ ٥٢٢، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٥٠٥ - ٥٠٦، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٣٤٧.
(٣) انظر: "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٦/ ٥٥، "التبيان" للعكبري ١/ ١٥٨ فيه ستة أوجه ذكره السمين الحلبي في "الدر المصون" ٣/ ٤٨٧.
(٤) البقرة: ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>