للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأصحابه في شعره، ويتشبب (١) بنساء المسلمين حتى آذاهم.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من لي بابن الأشرف؟ "

فقال محمد بن مسلمة الأنصاري: أنا لك به يا رسول الله، أنا أقتله، قال: "فافعل إن قدرت على ذلك"، فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثًا لا يأكل ولا يشرب إلا ما يعلق (٢) نفسه. فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاه فقال له: "لم تركت الطعام والشراب؟ " فقال: يا رسول الله، قلت قولًا، ولا أدري هل أفي به أم لا.

قال: "إنما عليك الجهد"، قال: يا رسول الله، إنا لا بد لنا من أن نقول، قال: "قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك".

فاجتمع في قتله: محمد بن مسلمة، وسلكان بن سلامة أبو نائلة، وكان أخا كعب من الرضاعة، وعباد بن بشر بن وقش، والحارث بن أوس بن معاذ، وأبو عبس بن جبر فمشى معهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بقيع الغرقد (٣)،


(١) تشبب الشعر: ترقيق أوله بذكر النساء، وشبب بالمرأة قال فيها الغزل.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٤٨١ (شبب)، "ترتيب القاموس "للزاوي ٢/ ٦٦٣ (شبب).
(٢) العلقة -بالضم- كل ما يتبلغ به من العيش كان لم يكن تامًا.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ٢٦٢ (علق)، "ترتيب القاموس" للزاوي ٣/ ٢٩٦ (علق).
(٣) بقيع الغرقد: مقبرة أهل المدينة، والغرقد: كبار العوسج.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ١/ ٤٧٣، "معجم ما استعجم" للبكري (ص ٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>