للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأعمش: (رسلك) بالتخفيف (١)، {وَلَا تُخْزِنَا}: ولا تعذبنا، ولا تهلكنا ولا تفضحنا، ولا تهنا، {يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}.

فإن قيل: ما وجه قولهم: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ} وقد علموا أن الله لا يخلف الميعاد؟ فالجواب عنه: أن لفظه الدعاء، ومعناه: الخبر، تقديره: فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ولا تخزنا، لتأتينا ما وعدتنا على ألسنة رسلك من الفضل والرحمة والثواب والنعمة (٢).

وقيل معناه: ربنا واجعلنا ممن تؤتيهم ما وعدت على ألسنة رسلك، ويستحقون ثوابك؛ لأنهم لم يتيقنوا استحقاقهم لهذِه الكرامة، فسألوه أن يجعلهم مستحقين لها، ولو كان القوم شهدوا بذلك لأنفسهم لكانوا قد زكوها وليس ذلك من صفة الأبرار (٣).

وقال بعضهم: إنما سألوا ربهم تعجيل ما وعدهم من النصر على الأعداء، وإعزاز الدين؛ لأنها حكاية عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: قد


(١) أي: بسكون السين.
انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ١٤٩، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٤٦٦، عن الأعمش مثله.
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٤/ ٢١٤، "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ١٤٩، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٦٧٨ - ٦٧٩.
(٣) انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ١٤٩، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ٤٦٦، "التبيان" للطوسي ٣/ ٨٦ - ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>