كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٣ - سورة آل عمران - ٢٠٠ - ج: 9 - ص: 590

{وَصَابِرُوا}: يعني: الكفار، قاله أكثر المفسرين (١). وقال عطاء، والقرظي: وصابروا الوعد، الذي وعدتكم (٢).

{وَرَابِطُوا}: يعني: المشركين (٣)، فأصل الرباط: أن يربط هؤلاء خيولهم، وهؤلاء خيولهم، ثم قيل ذلك (٤) لكل مقيم في ثغر يدفع عمن وراءه، وإن لم يكن له مركب (٥)، قال الله تعالى: {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ} (٦).

وسمعت أبا القاسم الحبيبي (٧) يقول: سمعت أبا حامد الخارزنجي (٨) يقول: المرابطة اعتقال المبارزين في الحرب، وأصل الربط: الشد، ومنه قيل للحبل: رباط، ويقال: فلان رابط الجأش.

---

(١) انظر: "جامع البيان" للطبري ٤/ ٢٢١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ٣٢٥، "فتح القدير" للشوكاني ١/ ٤١٤ - ٤١٥.
(٢) ذكر القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٤/ ٣٢٣، عن عطاء والقرظي مثله.
وينظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٣/ ٨٤٧ (٤٦٨٩)، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٥٥٩، "النكت والعيون" للماوردي ١/ ٤٤٥.
(٣) هو قول الحسن وقتادة، كما في "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٣/ ٨٥٠.
(٤) من (س)، (ن).
(٥) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ٣٢٣، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٥٥٩، "جامع البيان" للطبري ٤/ ٢٢٢.
(٦) الأنفال: ٦٠، وانظر: "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصبهاني ٣/ ١٠٦٦ - ١٠٦٧، "الوسيط" للواحدي ١/ ٥٣٨، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ١١٢، "بصائر ذوي التمييز" للفيروز آبادي ٣/ ٣١ - ٣٢.
(٧) الحسن بن محمد، أبو القاسم بن حبيب، النيسابوري، المفسر: قيل: كذبه الحاكم.
(٨) أحمد بن محمد، الخارزنجي، إمام أهل الأدب بخراسان.