وقول المصنف رحمه الله: إنها مدنية. هو الصحيح؛ لقول عائشة رضي الله عنها: ما نزلت سورة البقرة والنساء إلَّا وأنا عنده. تعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أخرجه البخاري في فضائل القرآن (٤٩٩٣)، ولا خلاف بين أهل العلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما بنى بعائشة رضي الله عنها في شوال من السنة الثانية في المدينة، وأما نزول قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: ٥٨] في مكة عام الفتح فلا يقدح في كون السورة مدنية كلها؛ لأن الصواب أن ما نزل بعد الهجرة فهو مدني. انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٢/ ١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٥/ ١، "الإتقان" للسيوطي ١/ ٥١. (٢) هذا في العد الكوفي، أما في العد الشامي: فمائة وست وسبعون، وفي البصري، والمكي، والمدني: مائة وخمس وسبعون. انظر: "مصاعد النظر" للبقاعي ٢/ ٨٧، "شرح المخللاتي على ناظمة الزهر" للشاطبي (ص ١٨١).