للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قيل على هذا القول: كيف أضاف الأموال إلى الأولياء، فقال: {أَمْوَالَكُمْ} وهي أموال السفهاء؟ قيل: إنما أضاف إليهم؛ لأنها الجنس الذي جعله الله (١) أموالًا للناس، وهكذا قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} (٢)، وقوله: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} (٣) ردها إلى الجنس.

وقال محمد بن جرير (٤): إنما أضيفت إلى الولاة لأنهم قوامها، ومدبروها .. والسفيه الذي لا يجوز لوليه أن يؤتيه ماله هو المستحق للحجر بتضييعه ماله، وإفساده وسوء تدبيره.

[١٠١٢] أخبرنا عبد الله بن حامد (٥)، ثنا محمد بن يعقوب (٦)، ثنا


= والقول الرابع: أن المراد عموم السفهاء من صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، وعلى هذا فالسفيه الذي نهى الله عن إعطائه المال هو المستحق للحجر بتضييعه ماله، وفساده، وإفساده، وسوء تدبيره ذلك. وهذا القول أشبه بظاهر الآية، وهو أولى الأقوال بالصواب.
وقد رجحه الطبري في "جامع البيان" ٤/ ٢٤٧، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٢/ ١٣، ونسبه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٥/ ٢٨ لأبي موسى الأشعري -وسيأتي- وارتضاه ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٣٥٠.
(١) ساقطة من (م)، وانظر: "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ١٣ - ١٤.
(٢) التوبة: ١٢٨.
(٣) البقرة: ٥٤.
(٤) "جامع البيان" ٤/ ٢٤٧ - ٢٤٨.
(٥) لم يذكر بجرح أو تعديل.
(٦) أبو العباس الأصم، ثقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>