للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال قتادة والسدي: لما نزل قوله: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} قال الرجال (١): إنا لنرجو أن نفضل (٢) على النساء بحسناتنا في الآخرة، كما فضلنا عليهن في الميراث، فيكون أجرنا على الضعف من أجر النساء. وقالت النساء: إنا لنرجو أن يكون الوزر علينا نصف ما على الرجال في الآخرة، كما لنا الميراث على النصف من نصيبهم في الدنيا، فأنزل الله -عز وجل-: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} (٣).

{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا} من الثواب (٤) والعقاب، {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} (٥) كذلك، قاله قتادة، وقال أيضًا: هو أن الرجل يجزى بالحسنة عشرًا (٦)، والمرأة تجزى بها عشرًا.


= ٥/ ٤٦، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٣٥، وأحمد في "المسند" ٦/ ٣٢٢ (٢٦٧٣٦)، والترمذي في أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة النساء (٣٠٢٢)، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣٣٥، وقال: صحيح على شرط الشيخين إن كان مجاهد سمع من أم سلمة، ووافقه الذهبي. ومجاهد ولد سنة (٢١ هـ)، وأم سلمة توفيت سنة (٦٠ هـ)، فإدراك مجاهد لها، واللقاء ممكن.
وأخرج الأثر الواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٥٤).
(١) بعدها في (ت): للنساء.
(٢) في (ت): يفضلنا الله.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٤٧ - ٤٨، وذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٥٤).
(٤) في (ت): الميراث.
(٥) في (ت): وللنساء كذلك نصيب منه.
وأخرج قول قتادة الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٤٨.
(٦) في (ت): عشر أمثالها.

<<  <  ج: ص:  >  >>