للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ الأَعمش والمفضل: (والجار الجنب) بفتح الجيم، وسكون النُّون (١) وهما لغتان، يقال: رجل جَنْب، وجَنَبٌ، وجَنُب، وجانَب، وأجنب، وأجنبي إذا لم يكن قريبًا، وجمعها: أجانب (٢).

وقال الأَعشى:

أتيت حريثا زائرا عن جنابة ... فكان حريث في عطائي جامدا

أي: عن غربة من غير قربة.

ومنه يقال: اجتنب فلان فلانًا، إذا بعد منه، ومنه قيل للجنب جنب، لاعتزاله الصلاة، وبعده من المسجد حتَّى يغتسل.

وقال نوف: {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} هو الكافر (٣).

{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} يعني: الرفيق في السفر، قاله ابن عباس،


(١) هي قراءة شاذة، انظر: "إعراب القراءات الشواذ" ١/ ٣٨٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٥/ ١٨٣.
(٢) انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٢٧٥ (جنب).
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٨٠، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٤٩، كلاهما بلفظ اليهودي والنصراني.
ونوف هو ابن فضالة البكالي، الحميري، أبو يزيد، الشامي، وهو ابن امرأة كعب الْأَحبار، وثقه ابن حبان، والجوني، تُوفِّي قبل (١٠٠ هـ).
انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٧/ ٣١٤، "تهذيب التهذيب" لابن حجر ١٠/ ٤٣٦، وقال في "تقريب التهذيب" (٧٢١٣): شامي مستور، وإنما كذب ابن عباس ما رواه عن أهل الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>