للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: أخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من الإيمان, ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار، حتَّى يقول: من كان في قلبه وزن ذرة. قال أبو سعيد: فمن لم يصدق بهذا، فليقرأ هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (٤٠)"فيقولون: ربنا، قد أخرجنا من أمرتنا، فلم يبق في النَّار أحد فيه خير. قال: ثم يقول الله تعالى: شفعت الملائكة، وشفعت الأنبياء، وشفع المؤمنون، وبقي أرحم الراحمين، قال: فيقبض قبضة من النَّار -أو قال: قبضتين- ناس (١) لم يعملوا لله عز وجل خيرًا قط، قد احترقوا حتَّى صاروا حممًا قال: فيؤتى بهم إلى ماء، يقال له: ماء الحياة، فيصب عليهم، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل (٢)، فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ، في أعناقهم الخاتم: عتقاء الله عز وجل، فيقال لهم: ادخلوا الجنة، فما تمنيتم، أو رأيتم من شيء فهو لكم قال: فيقولون: ربنا، أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من العالمين. قال: فيقول: إن لكم عندي أفضل من هذا؟ فيقولون: ربنا، وما أفضل من ذلك؟ قال: فيقول: رضاي عنكم فلا أسخط عليكم أبدًا" (٣).


(١) في (ت): فيخرج ناسًا.
(٢) أي: ما يحمله السيل في طريقه.
(٣) [١١٢١] الحكم على الإسناد:
إسناده صحيح.
التخريج:
أخرجه البُخَارِيّ كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا =

<<  <  ج: ص:  >  >>