للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجواب أن نقول: جعل بعضهم هذا الوعيد باقيًا منتظرًا، فقال: لابد من طمس في اليهود، ومسخ قبل قيام الساعة، وهذا قول المبرد (١).

وقال بعضهم: كان هذا وعيدًا بشرط، فلما أسلم عبد الله بن سلام وأصحابه، رفع عن الباقي (٢)، ويقال: لما نزلت هذه الآية أتى عبد الله ابن سلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يأتي أهله فأسلم، وقال: يا رسول الله، ما كنت أرى أن أصل إليك حتى يتحول وجهي في قفائي (٣).

وقال النخعي: قرأ عمر بن الخطاب هذه الآية على كعب الأحبار، فقال كعب: يا رب آمنت، يا رب، أسلمت؛ مخافة أن يصيبه وعيد هذه الآية (٤).

وقال سعيد بن جبير: الطمس: أن يرتدوا كفارًا، فلا يهتدوا أبدًا (٥).

الحسن، ومجاهد: من قبل أن نعمي قومًا عن الحق، ونردها (٦) عن بصائر الهدى، فنردها على أدبارها في الكفر والضلالة.


(١) ذكره عنه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٥/ ٢٤٥.
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٥/ ١٢٤.
(٣) ذكره الواحدي في "تفسيره" ٢/ ٦٢، والبغوي ٢/ ٢٣١.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٢٤ مطولاً.
(٥) الأثر لم أجده.
(٦) في (ت): نردهم، وأثر الحسن ومجاهد أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>