للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بلتعة (١)، وذلك أنهما اختصما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شراج (٢) الحرة، كانا يسقيان به النخل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسق يا زبير، ثم أرسل الماء إلى جارك"، فغضب الرجل، وقال: يا رسول الله، أن كان ابن عمتك؟

فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: "اسق يا زبير، ثم احبس الماء


(١) أخرج ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٩٤ عن سعيد بن المسيب ما يفيد بأنه حاطب بن أبي بلتعة.
قال ابن حجر في "فتح الباري" ٥/ ٤٤: وإسناده قوي، مع إرساله، فإن كان سعيد بن المسيب سمعه من الزبير فيكون موصولًا، وعلى هذا فيؤول قوله من الأنصار على إرادة المعنى الأعم.
فائدة:
نقل ابن حجر في "فتح الباري" ٥/ ٤٤ عن التوربشتي شارح "المصابيح" أنه قال: لم تجر عادة السلف بوصف المنافقين بصفة النصرة، التي هي المدح، ولو شاركهم في النسب، بل هي زلة من الشيطان، تمكن بها منه عند الغضب، وليس ذلك بمستنكر من غير المعصوم في تلك الحالة. وهذا كلام حسن.
ولكن تبقى نسبة الرجل إلى الأنصار في الحديث مانعة من كون المراد بالرجل: حاطبًا؛ لأنه مهاجري، وليس أنصاريا، فلذلك ذهب ابن العربي في "أحكام القرآن" ١/ ٤٥٦، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٢/ ٧٥، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٥/ ٢٦٧ إلى أن الصحيح أنه أنصاري غير معين ولا مسمى. والعلم عند الله تعالى.
(٢) بكسر الشين والجيم، جمع شرج، وهو مسيل الماء، وإنما أضيفت إلى: الحرة؛ لكونه فيها، والحرة: مجتمع أحجار سود، ولها عدة مواضع في المدينة، والمشهور منها: حرة واقم، وهي الحرة الشرقية، وحرة ليلى، وحرة النار، والحرة الغربية.
انظر: "وفاء الوفاء" للسمهودي ٤/ ٦٥ وما بعدها، وانظر كلام ابن حجر عنها في "فتح الباري" ٥/ ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>