للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم، وقد تغير لونه، ونحل جسمه، ويعرف الحزن في وجهه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ثوبان، ما غير لونك؟ " فقال: يا رسول الله، ما بي من مرض، ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك، واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة، فأخاف أني لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين، وإني إن أدخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة فذلك حين لا أراك أبدا. فأنزل الله -عز وجل- هذه الآية (١)، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأبويه، وأهله، وولده، والناس أجمعين" (٢).


(١) الأثر من رواية الكلبي، كما ذكر ذلك الواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٦٨ - ١٦٩)، وقد أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ١٦٣ عن رجل من الأنصار، بسياق آخر.
وذكر السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٣٢٥ عن ابن عباس أثرًا شبيهًا بالذي ذكره المصنف، ونسبه إلى ابن مردويه، من طريق الشعبي.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" ٨/ ١٢٥ عن عائشة، بنحوه.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ٧ رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الله بن عمران العابدي، وهو ثقة.
(٢) الحديث أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب حب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الإيمان (١٥) ولفظه: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده، وولده، والناس أجمعين"، وأخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر من الأهل والولد (٤٤) وأحمد في "المسند" ٣/ ١٧٧ (١٢٨١٤)، وأبو يعلى في "مسنده" ٥/ ٣٨٧ (٣٠٤٩) وغيرهم. وصنيع المصنف يوهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الحديث بعد مقولة ثوبان، وهذا ليس بجيد، بل هما حديثان منفصلان.

<<  <  ج: ص:  >  >>