للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يمنع عنهم مكائد (١) الأعداء ما كان لأمره إياهم بالحذر معنى، فيقال لهم: الأئتمار لأمر الله والانتهاء عن نهيه واجب عليهم؛ لأنه به يسلمون من معصية الله تعالى؛ لأن المعصية ترك ما أمروا، وإتيان ما نهوا (٢)، وليس في الآية دليل على أن حذرهم ينفع من القدر شيئًا، وهو كقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للرجل: "اعقل، وتوكل" (٣). والمراد منه: طمأنينة النفس، لا أن ذلك يدفع القدر، كذلك في أخذ الحذر، والدليل على ذلك: أن الله تعالى أثنى على أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - بقوله حاكيًا عنهم {لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} (٤) وأمر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلو كان يصيبهم غير ما قضى الله تعالى عليهم لما كان لهذا معنى (٥).


(١) في (ت): مكايدة.
(٢) في (م): والانتهاء، وفي (ت): وانتهاؤهم.
(٣) الحديث أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة، باب (٢٥١٧) من طريق يحيى بن سعيد عن المغيرة عن أنس به.
وقال الترمذي: حديث غريب من حديث أنس، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأشار إلى الطريق الآتية.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ٢/ ٥١٠ (٧١)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ٢/ ٢١٥ (٩٧٠) من طريق جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه به، وفي لفظ لابن أبي عاصم: "بل قيدها، وتوكل".
وحسن إسناده الألباني في "صحيح سنن الترمذي" ٢/ ٣٠٩.
(٤) التوبة: ٥١.
(٥) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٥/ ٢٧٤.
ويفهم من رد المصنف نفي تأثير الحذر مطلقًا، وليس الأمر كذلك، بل إن الحذر =

<<  <  ج: ص:  >  >>