للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ} (١)، وقوله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (٢) ونحوهما من الآيات.

وإما هجرة المنافقين، فهي الخروج في سبيل الله مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، صابرا، محتسباً، قال الله تعالى: {حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، وإما هجرة سائر المؤمنين، فهي أن يهاجروا ما نهى الله تعالى عنه (٣)، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٤).

{فَإِنْ تَوَلَّوْا} عن التوحيد، والهجرة، {فَخُذُوهُمْ} يعني: أسروهم، {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} يعني: في الحل والحرم، {وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} يعني: مانعاً في العون، والنصرة.

وقوله {فَتَكُونُونَ سَوَاءً} لم يرد به جواب التمني (٥)؛ لأن جواب التمني بالفاء منصوب، إنما أراد النسق على تأويل ودوا لو تكفرون، وودوا لو تكونون سواء (٦) مثل قوله {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ


(١) الحشر: ٨.
(٢) النساء: ١٠٠.
(٣) انظر في أنواع الهجرة: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٥/ ٣٠٨، "الرسالة التبوكية" لابن القيم (ص ٦١).
(٤) ولفظه: "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه". وقد أخرجه البخاري في كتاب الإيمان" باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (١٠)، وأحمد في "المسند" ٢/ ١٦٣ (٦٥١٥)، وأبو داود كتاب الجهاد، باب في الهجرة هل انقطعت؟ (٢٤٨١)، وغيرهم من طريق الشعبي عن عبد الله بن عمرو.
وفي الباب عن أنس، وفضالة بن عبيد، وأبي مالك الأشعري، وغيرهم.
(٥) قال الزمخشري في "الكشاف" ١/ ٥٥١: ولو نصب على جواب التمني لجاز.
(٦) ساقطة من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>