للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لم يئوها سقف بيت بعدك، وقد حلفت لا تأكل طعاماً, ولا تشرب (١) شراباً حتى ترجع إليها, ولك عهد (٢) الله علينا ألا نكرهك على شيء، ولا نحول بينك وبين دينك. فلما ذكروا له جزع أمه، وأوثقوا له بالله نزل إليهم، فأخرجوه من المدينة، ثم أوثقوه بنسعة (٣)، فجلده كل رجل (٤) منهم مائة جلدة، ثم قدموا به على أمهم -وهي أسماء بنت مخزية- فلما أتاها قالت: لا والله، لا أحلك من وثاقك حتى تكفر بالذي آمنت به. ثم تركوه مطروحاً موثقاً في الشمس ما شاء الله، ثم أعطاهم الذي أرادوا، فأتاه الحارث بن زيد فقال له: يا عياش، أهذا الذي كنت عليه؟ فوالله لئن هدى لقد تركت الهدى، ولئن كان ضلالة لقد كنت عليها. فغضب عياش من مقالته، وقال: والله لا ألقاك خاليا (٥) إلا قتلتك. ثم إن عياشاً أسلم بعد ذلك، وهاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلى المدينة، ثم إن الحارث بن زيد أسلم بعد ذلك، وهاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة وليس عياش يومئذ حاضراً, ولم يشعر بإسلامه، فبينا عياش يسير بظهر قباء (٦)، إذ لقي


(١) من (ت).
(٢) ساقطة من (م)، (ت).
(٣) النسع -بكسر النون- حبل ينسج عريضاً، تشد به الرحال.
انظر: "القاموس" "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (ص ٩٩٠) (نسع).
(٤) في (م)، (ت): واحد.
(٥) في (م)، (ت): أبداً.
(٦) موضع مشهور بالمدينة النبوية، سمي باسم بئر هناك، وهذا الموضع كان مساكن بني عمرو بن عوف الأنصاري، ويجوزكريالاسم المد، والقصر.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٤/ ٣٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>