للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وضع إلى جنب قبره مرتين، أو ثلاثاً، فلما رأى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأرض لا تقبله، أخذوا رجله فألقوه في بعض تلك الشعاب، فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ} الآية.

وقال الحسن: أما ما ذلك ألا تكون الأرض تُجِن من هو شر منه، ولكن وُعِظَ القوم أن لا يعودوا (١).

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أي: إذا سرتم في الأرض مجاهدين، {فَتَبَيَّنُوا} حتى تعرفوا المؤمن من الكافر، ومن قرأ بالتاء والثاء (٢)، أي: قفوا حتى تعرفوا المؤمن من الكافر.

{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} لأن تحية المؤمن السلام بها يتعارفون، وبها يحيى بعضهم بعضاً، قال ابن سيرين: إنما هو السلام؛ لأنه سلم عليهم رجل فقتلوه (٣)، ومن قرأ: (السلم) (٤)


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٠٣٩ عن الحسن، بهذا اللفظ. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١٦٩، والطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٢٤ عن قتادة، بلفظ مقارب.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٢٢ عن ابن عمر، مع اختلاف في الألفاظ، وفيه أن الرجل المقتول اسمه عامر بن الأضبط، والقاتل علم بن جثامة.
(٢) أي: (فتثبتوا)، وهي قراءة حمزة، والكسائي، وخلف، من التثبت، وقرأ باقي العشرة: {فَتَبَيَّنُوا} بالباء، والنون من البيان.
انظر: "الحجة" لابن زنجلة (ص ٢٠٩)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٥١.
(٣) لم أجده.
(٤) في هامش (م): قرأ نافع، وابن عامر، وحمزة: (السلم) بغير ألف، وكذلك أبو جعفر، وخلف، والباقون بإثبات الألف.

<<  <  ج: ص:  >  >>