للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلا تردوا عليه قوله (١).

وتعلق من زعم أن الإيمان هو القول، بهذه الآية، وقالوا: لما قال الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} منعهم من قتلهم بعد إظهار الإسلام، ولم يكن ذلك إلا قولاً منهم، فلولا أن الإيمان هو القول لكان عتب عليهم في قتلهم إياه.

فيقال لهم: ليس في هذه الآية دليل على أن الإيمان هو القول، وذلك أن القوم إنما شكوا في حاله، هل كان هذا القول منه تعوذا، فقتلوه، والله تعالى لم يجعل إلى عباده غير الحكم بالظاهر، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أمرت (٢) أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله"، وليس في ذلك دليل (٣) أن الإيمان هو الإقرار فقط، ألا ترى أن المنافقين كانوا يقولون هذا القول، ثم لم يكن ذلك إيماناً


(١) الحكم على الإسناد:
إسناده ضعيف؛ معاوية وابن أبي طلحة صدوقان، وهو مرسل عن ابن عباس.
التخريج:
أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٢٥، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٠٤٠، وزاد السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٣٥٩ نسبته لابن المنذر.
(٢) قبلها في (ت): إنما.
والحديث أخرجه البخاري في كتاب الإيمان, باب: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} (٢٥)، ومسلم كتاب الإيمان, باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام (٢٢)، وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ١/ ٤٠٠ (١٧٥) وغيرهم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
وفي الباب عن أنس، وأبي هريرة، وجابر، ومعاذ، وأوس بن شداد، وغيرهم.
(٣) من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>