للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال القتيبي: وأصله (١) أن الرجل كان إذا أسلم خرج عن قومه مراغمًا، أي: مغاضبًا لهم ومهاجرًا، أي: مقاطعًا، من الهجران، فقيل للمذهب: مراغم، وللمصير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هجرة؛ لأنها كانت هجرة الرجل قومه (٢).

وقيل: إن أصله من الرغام وهو التراب، فمعنى راغمته، أي: هاجرته، ولم أبال وإن رغم أنفه، أي: لصق بالتراب.

ولما نزلت هذه الآية سمعها رجل من بني ليث، شيخ كبير مريض، يقال له جندع بن ضمرة (٣) فقال: والله ما أنا ممن استثنى الله تعالى، وإني لأجد حيلة وإن لي من المال ما يبلغني المدينة وأبعد منها، والله لا أبيت الليلة بمكة، أخرجوني. فخرجوا به، يحملونه على سرير، حتَّى أتوا به التنعيم (٤)، فأدركه الموت بها، (فصفق يمينه) (٥) على


(١) ساقطة من (ت).
(٢) كلام ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" (ص ١٣٠).
وانظر: "لسان العرب" لابن منظور (رغم).
(٣) قال ابن حجر: اختلف في اسمه، واسم أبيه على أكثر من عشرة أوجه.
ومن أشهر هذه الأوجه ما ذكره المصنف هنا.
وقد ذكر الطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٣٨ - ٢٤١ روايات متعددة من طرق لهذه القصة، فيها ذكر بعض من هذه الأوجه.
(٤) واد ينحدر شمالًا عن مكة، وهو ميقات لمن أراد العمرة، ممن كان في مكة، وأصبح اليوم من أحياء مكة الكبيرة، بينه وبين المسجد الحرام ستة أكيال تقريبًا، شمالًا على طريق الهجرة -طريق المدينة السريع-.
انظر: "معالم مكة التاريخية" لعاتق البلادي (ص ٥٠، ٥١).
(٥) في (ت): فطفق بيمينه.

<<  <  ج: ص:  >  >>