للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعض المفسرين: {وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} أي: تخافون من العذاب (١) ما لا يخافون (٢).

وقال الفراء: ولا يكون الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد (٣)، كقوله: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} (٤) أي: لا يخافون أيام الله، وكذلك قوله: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (١٣)} (٥) أي: لا تخافون لله عظمة، وهي لغة حجازية، قال الشاعر (٦):

لا ترتجي حين تلاقي الذائدا ... أسبعةً لاقَتْ معا أم واحدا

وقال الهذلي (٧):

إذا لسعتْه النحل لم يرجُ لسعها ... وحالفها في بيت نوب عواملِ (٨)


(١) في (ت): عذاب الله.
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٥/ ٢٦٤.
(٣) أي يسبقه نفي.
(٤) الجاثية: ١٤.
(٥) نوح: ١٣.
(٦) لم أعرف من هو، والبيت ذكره الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٢٨٦، والطبري في "جامع البيان" ٥/ ٢٦٤، وفي "لسان العرب" لابن منظور (رجا).
(٧) هو أبو ذؤيب، والبيت في "ديوانه" (ص ١٤٣)، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٨٦، "جامع البيان" للطبري ٥/ ٢٦٤.
(٨) في هامش (م): عوامل النوب: النحل، قال أبو عمرو: سميت نوبًا لأنها تضرب على السواد.

<<  <  ج: ص:  >  >>