للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} أي: طريقًا إلى الهدى.

وذكر (١) أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يضرب مثلًا للمؤمن والمنافق والكافر، كمثل رهط ثلاثة دفعوا إلى نهر، فوقع المؤمن وقطع (٢)، ثم وقع المنافق، حتَّى إذا كاد يصل إلى المؤمن ناداه الكافر: أن هلم إلي، فإني أخشى عليك. وناداه المؤمن: أن هلم إلي؛ فإن عندي وعندي. يحصي له ما عنده، فما زال المنافق يتردد بينهما، حتَّى (٣) أتى على آذي (٤) فغرقه، وإن المنافق لم يزل في شك وشبهة، حتَّى أتى عليه الموت وهو كذلك (٥).

وروى عبيد الله بن عمر (٦)، عن نافع (٧)، عن ابن عمر (٨) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما مثل المنافق مثل الشاة العايرة بين الغنمين، تفر إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع" (٩).


(١) بعدها في (م)، (ت): لنا.
(٢) يعني: جاز النهر، وقطعه.
(٣) بعدها في (م): إذا.
(٤) بمد الألف، وكسر الذال، هو الموج.
انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (ص ١٦٢٥) (أذى).
(٥) هذا المثل النبوي تابع للأثر السابق من طريق قتادة.
(٦) ابن حفص العمري، ثقة، ثبت.
(٧) مولى ابن عمر، ثقة، ثبت، فقيه، مشهور.
(٨) في (م): وروي عن نافع، عن عبد الله بن عمر.
(٩) الحكم على الإسناد:
رجاله ثقات. =

<<  <  ج: ص:  >  >>