للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقلتُ له ارفعها إليك وأحْيها ... بروحك واقتته لها قيتة قدرا

أي: أحييها بنفخك (١).

يدل عليه قوله: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} (٢)، وقوله: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} (٣)، وهذا القول معنى قول أبي روق (٤).

وقال أبو عبيدة: معناه أنَّه كان إنسانًا بإحياء الله -عز وجل- إياه (٥)، يدل عليه قول السدي: {وَرُوحٌ مِنْهُ} أي: مخلوقًا منه، أي: من عنده.

وقيل: معناه: ورحمة منه، جعل الله سبحانه عيسى -عليه السلام- رحمة لمن تبعه، وآمن به، يدل عليه قوله تعالى في المجادلة {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} (٦) أي: وقواهم برحمة منه.

وقيل: الروح: الوحي، أوحى إلى مريم بالبشارة، وأوحى إلى جبريل بالنفخ، وأوحى إليه أن بن فكان، يدل عليه قوله في النحل: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ} (٧) يعني: بالوحي، وقال في حم المؤمن: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} (٨)، وقال: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا


(١) انظر: "جامع البيان" للطبري ٦/ ٣٦، والبيت في "ديوانه" (٢٤٦)، "لسان العرب" لابن منظور (روح)، وذكره السيوطي في "المزهر" ١/ ٥٥٦.
قوله: واقتته لها قيتة قدراً؛ أي: انفخ في النَّار بروحك نفخاً قليلاً، شيئاً فشيئاً.
(٢) الأنبياء: ٩١.
(٣) التحريم: ١٢.
(٤) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٢/ ٢٦١.
(٥) "مجاز القرآن" ١/ ١٤٤، ولفظه: أحياه الله، فجعله روحًا.
(٦) المجادلة: ٢٢.
(٧) النحل: ٢.
(٨) غافر: ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>