للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخطيئة، فلما فعل آدم ذلك كفر الله عنه الخطيئة، فافترضهن الله تعالى على أمتي لتكفير ذنوبهم من الوضوء إلى الوضوء قالوا: صدقت، وأسلموا (١).

واختلف الفقهاء في حكم الواوات المذكورة في الآية، فجعلها قوم بمعنى الترتيب، والتعقيب، وأوجبوا الترتيب في الوضوء، وهو: أن يأتي بأفعال الوضوء تباعًا واحدًا، بعد واحد، فيغسل وجهه، ثم يديه، ثم يمسح برأسه، ثم يغسل رجليه، وهو اختيار الشافعي (٢)، واحتج بقوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (٣)، قال جابر بن عبد الله: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحج .. وذكر الحديث، إلى أن قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصفا، وقال: "ابدءوا بما بدأ الله به" (٤)، فدل هذا على شيئين:

أحدهما: أن الواو توجب الترتيب (٥).


(١) لم أجد الحديث بعد البحث.
(٢) انظر: "الأم" للشافعي ١/ ٤٥، وهو مذهب أحمد، بلا خلاف عنه، وأبي ثور، وأبي عبيد، انظر: "المغني" لابن قدامة ١/ ١٩٠.
(٣) البقرة: ١٥٨.
(٤) الحديث قطعة من حديث جابر بن عبد الله، في صفة حج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو حديث مشهور جدًّا، أخرجه مسلم في كتاب الحج، باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - (١٢١٨)، والنسائي في "السنن الكبرى" ٢/ ٤٠٩ (٣٩٥٥)، وأبو داود كتاب المناسك، باب صفة حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - (١٩٠٥)، وغيرهم.
(٥) ليس هذا بإطلاق فالمشهور أن الواو لمطلق الجمع، فتعطف الشيء على صاحبه، أو سابقه، أو لاحقه، وقد تأتي بمعنى الترتيب، وهو كثير. =

<<  <  ج: ص:  >  >>