للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدثت نفسك بالوفاء ولم تكن ... للغدر خائنة مُغِلَّ الإصبعِ (١)

ويجوز أن يكون جمع الخائن كقوله بفرقة كافرة، وطائفة خارجة.

قال ابن عباس: {عَلَى خَائِنَةٍ} أي: معصية (٢).

يمان: كذب، وفجور (٣)، وكانت خيانتهم نقضهم العهد، ومظاهرتهم المشركين على حرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهمهم بقتله وسمه، ونحوها من خيانتهم، وجنايتهم التي ظهرت.

{إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} لم يخونوا، ولم ينقضوا العهد، وقيل: هم مؤمنو أهل الكتاب (٤)، {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وهذا منسوخ بآية السيف (٥).


(١) البيت لرجل من السواقط من بني أبي بكر بن كلاب، والسواقط قوم يردون اليمامة لشراء التمر، وقد ذكر البيت المبرد في "الكامل" ١/ ٢١١، وأبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ١٥٨، والطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٥٦.
وقوله: مغل الإصبع. كناية عن السرقة، والخيانة، من أغل يغل أي: خان الأمانة خلسة، "القاموس"، مادة (غل).
(٢) الأثر لم أجده عنه.
(٣) ذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ١٦٧، وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ١٨٦، والطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٥٦ عن قتادة رحمه الله.
(٤) مثل عبد الله بن سلام، ومن آمن معه.
(٥) التي هي قوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (٢٩)} [التوبة: ٢٩] وهذا قول قتادة، كما أخرجه عنه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ١٥٧، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" ٢/ ٢٧٣ (٤٣٧). =

<<  <  ج: ص:  >  >>