وطلبٍ مستمر، دون كلل أو ملل، حتى بلغ عدد شيوخه الذين روى عنهم في كتبه ثلاث مئة شيخ. وطالب العلم إذا كثر شيوخه، وتنوَّعت فنونهم ومعارفهم، كان لذلك أثره الكبير، في بناء شخصيته العلمية، واتساع علمه، وشمول معرفته.
وهذِه السعة، وهذا التنوع في المعارف والفنون، ظاهر في شخصية الثعلبي، يدركه كل من قرأ في تفسيره، وتنقل في رياض هذا التفسير، بين آية، وحديث، وأثر، وشعر، تارة في توضيح معنى آية، وتارة في بيان قراءة من القراءات، وتارة في مسألة فقهية، وأخرى في نصيحة وعظية زُهديَّة، وهكذا مما سيأتي بسط الكلام فيه عند التعريف بالكتاب.
وسنذكر إن شاء الله أسماء شيوخ الثعلبي رحمه الله الذين روى عنهم في هذه المقدمة مع ترجمة مختصرة لمن وجدنا له ترجمه -ومن لم نجد له ذكرًا في كتب التراجم ذكرنا اسمه فقط- وستأتي إن شاء الله ترجمة موسعة لكل منهم في الأعلام المترجم لهم، هذا إلى جانب الترجمة لهم في أول موضع يردون فيه، وأما مواطن رواياتهم فيمكن الوقوف عليها في فهرس شيوخ المصنف.
١ - إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن جعفر أبو إسحاق المستملي المقرئ الهمذاني الأعور. روى عنه الحاكم أبو عبد الله، وذكره في "تاريخ نيسابور" وتوفي بها سنة (٣٥٥ هـ)، وكان أعور صالحًا، ثبتًا في الحديث. ذكره في إسناد (ج ٢/ ص ١٨٨).