للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبي طالب فأخاف السبيل، وسفك الدماء وأخذ الأموال، ثم جاء تائبًا من قبل أن يقدر عليه، فأتى الحسن بن عليّ فطلب إليه أن يستأمن له من علي، فأبى، فأتى ابن جعفر، فأبى عليه، فأتى سعيد بن قيس الهمداني، فقبله وضمه إليه، فلما صلى علي الغداة، أتاه سعيد بن قيس، فقال: يَا أمير المُؤْمنين، ما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله؟ قال: {أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ}، فقال: ما تقول فيمن تاب من قبل أن يقدر عليه؟ فقال: أقول كما قال الله عز وجل: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} الآية، فقال سعيد: وإن كان حارثة بن بدر؟ قال: نعم، فجاء به إليه، فبايعه، وأمنه، وكتب إليه أمانًا مستورًا (١).

فقال حارثة:

ألا أبلغا همدان إما لقيتها ... على النأي لا يسلم عدو يعيبُها

لعمر أبيها إن همدان تتقي الـ ... إله ويقضي بالكتاب خطيبُها (٢)

وقال الشعبي: جاء رجل من مراد (٣) إلى أبي موسى، وهو على


(١) في (ت): منشورًا، وهو موافق لما في "جامع البيان" الطبري.
(٢) أخرج القصة الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٢٢١، وابن أبي شيبة في "المصنف" ١١/ ٢٩٧ (٣٣٣٣٢).
(٣) قبيلة عربية، تنسب إلى مراد يجابر بن مالك بن أدد، وهم بطن من مذحج.
انظر: "لب اللباب" للسيوطي ٢/ ٢٤٨، وحاشيتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>