للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومما نقص عليك ونوحي إليك السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما.

وقال أبو عبيدة: هو رفع على الإغراء، على لغة من يرفع الإغراء فيقول: الصيد فارمه، والهلال فانظر إليه، يعني: أمكنك الصيد فارمه، وطلع الهلال فانظر إليه (١).

وقرأ عيسى بن عمر (والسارقَ والسارقةَ) منصوبين على إضمار (اقطعوا السارق والسارقة) (٢)، ودليل الرفع قراءة عبد الله (بن مسعود) (٣) (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهما) (٤).

واختلفوا في هذا السارق الذي عناه الله بقطع يده، وفي القدر الذي تقطع به يد السارق، فقال قوم: يقطع إذا سرق عشرة دراهم فصاعدًا, ولا يقطع فيما دون ذلك، وإليه ذهب أبو حنيفة وأصحابه (٥).

واحتجوا بما:


(١) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ١٦٥، والمصنف نقل بالمعنى، ولم يلتزم النص الحرفي لكلام أبي عبيدة.
وهي قراءة شاذة.
(٢) انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٣٨)، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٢/ ١٨٧، "إعراب القراءات الشاذة" للعكبرى ١/ ٤٣٨.
(٣) من (ت).
(٤) أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" ٤/ ١٤٦٤ (٧٣٧)، والطبري في "جامع البيان" ٦/ ٢٢٨ بسند صحيح، من طريق ابن عون، عن النَّخَعيّ، عن ابن مسعود، وهي قراءة ليست بمتواترة، ولا يقرأ بها.
(٥) انظر: "شرح معاني الآثار" للطحاوي ٣/ ١٦٧، "فتح القدير" لابن الهمام ٥/ ٣٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>