للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأصله الهلاك والشدة (١)، قال الله تعالى: {فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ} (٢)، وقال الفرزدق:

وعض زمانٍ، يَا ابن مروانَ، لم يدعْ ... من المال إلَّا مسحتًا أو مُجَلَّفُ (٣)

ويقال للحالق إذا استأصل الشعر: سحت.

وقال الفراء: أصله كلب الجوع، يقال: رجل مسحوت المعدة، إذا كان أكولًا، لا يلقى أبدًا إلَّا جائعًا، وكأن المسترشي (٤)، وآكل الحرام به من الشره إلى ما يعطى مثل الذي بالمسحوت من النَّهَم (٥).

ونزلت هذِه الآية في حكَّام اليهود: كعب بن الأشرف، وأمثاله، كانوا يرتشون، ويقضون لمن رشاهم.

[١٢٨٣] أخبرنا الحسين بن محمَّد (٦) قال: ثنا عبد الله بن يوسف


= لكعب بن عجرة: "يا كعب بن عجرة، إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت أبدا، النَّار أولى به" وسنده حسن.
(١) انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٣٤٥ (سحت).
(٢) طه: ٦١.
(٣) "ديوان الفرزدق" (ص ٥٥٦)، "النقائض" لأبي عبيدة ٢/ ١٠، "طبقات فحول الشعراء" لابن سلام ١/ ٢١، ويروى: أو مجرّفُ -يعني: الذي جرفه الدهر، فاجتاح ماله وأفقره.
(٤) في (ت): المرتشي.
(٥) لم أجده عنه، وقد نقل القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٦/ ١٨٣ كلامه أَيضًا.
(٦) ثِقَة، صدوق، كثير الرواية للمناكير.

<<  <  ج: ص:  >  >>