للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (٤)} (١)، {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (٢) ونحوها، وتقول العرب: ما أكثر الدرهم والدينار في أيدي الناس، وتضع أيضًا التثنية موضع الجمع كقوله تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} (٣) وأراد الزبانية (٤)، قال امرؤ القيس:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلِ (٥)

يدل عليه قوله:

وقوفًا بها صحبي عليَّ مطيهم

فدل على أنه أراد الجمع.


(١) البلد: ٤.
(٢) العصر: ٢.
(٣) ق: ٢٤.
(٤) العرب قد تعبر عن الجمع بلفظ الواحد المشتمل على ما يدل على الجنس، مثل (أل) التي هي للجنس، في قوله الإنسان والكافر، أما إذا ثني الاسم فلا يفيد الجنس ولا الجمع، ولا يفيد إلا تعيين اثنين بأعيانهما، دون الجميع، ولذلك كان من الخطأ عند العرب أن يقال: ما أكثر الدرهمين في أيدي الناس، والمراد الدراهم، أو يقال: جاء الرجلان والمراد الرجال، بخلاف قولهم: ما أكثر الدرهم في أيدي الناس لأن المراد الجنس والجمع، فكذلك هنا في قوله تعالى {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ليس المراد إلا يدين اثنتين، حقيقيتين، تليقان بجلال الله وعظمته.
(٥) هذا صدره، وعجزه:
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وهو أول بيت في معلقته الشهيرة، انظر: "ديوانه" (ص ١١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>