ولا يظهر لي أن قول الفراء يعارض، ويخالف قول السلف في تفسير الآية، لأنه يمكن أن يقال: إن الله تعالى وعدهم إذا عملوا بالتوراة والإنجيل إن يفيض عليهم نعمته، ويوسع عليهم رزقه، بأن يرسل السماء عليهم مدرارًا، وهذا معنى قوله {لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ}، وتنبت الأرض من تحتهم أطايب الثمار، وهذا معنى قوله {وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} على قول السلف فليس هناك تعارض، فيما يظهر لي، والعلم عند الله تعالى. ثم إن عبارة الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٣١٥ هي: يقول: من قطر السماء، ونبات الأرض، من ثمارها وغيرها، وقد يقال: هذا على وجه التوسعة فبدأ بالقول المشهور، لْم ذكر الوجه الآخر بصيغة التقليل. (٢) الأعراف: ٩٦. (٣) ملك الحبشة، واسمه أصحمة، من المخضرمين الذين أسلموا، لكنه لم يهاجر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومات في حياته، وصلى عليه صلاة الغائب، لأنه كان بأرض قوم نصارى، ولم يصل عليه أحد، وقد عده بعضهم من الصحابة. انظر: "أسد الغابة" لابن الأثير ١/ ١١٩، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ١/ ٤٢٨، "الإصابة" لابن حجر ١/ ١٧٧. (٤) لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة، في طريقه إلى الشام مع عمه أبي طالب، وجرى معه حديث مشهور. ذكره ابن إسحاق. =