للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اثنين وثمانين رجلًا، سوى النساء والصبيان، فلما علمت قريش بذلك، وجهوا عمرو ابن العاص وصاحبه (١)، بالهدايا إلى النَّجاشيّ، وإلى بطارقته، ليردهم إليهم، فعصمهم الله (٢).

وقد ذكرت هذِه القصة بالشرح في سورة آل عمران، فلما انصرفا خائبين، أقام المسلمون هناك بخير دار، وأحسن جوار، إلى أن هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلا أمره، وذلك في سنة ست من الهجرة، كتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى النَّجاشيّ، على يدي عمرو بن أمية الضمري ليزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان -وكانت هاجرت إليه مع زوجها، فمات زوجها- ويبعث إليه من عنده من المسلمين، فأرسل النَّجاشيّ إلى أم حبيبة جارية له يقال لها: أبرهة، فأخبرتها بخطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها، فأعطتها أوضاحًا (٣) لها سرورًا بذلك، وأمر بها أن توكل من يزوجها، فوكلت خالد بن سعيد بن العاص، حتَّى أنكحها على صداق أربعمائة دينار، وكان الخاطب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- النَّجاشيّ، فدعا النَّجاشيّ بأربعمائة دينار، وأنفذها إلى أم حبيبة على يدي أبرهة، فلما جاءتها بها أعطتها خمسين دينارًا، فقالت أبرهة: قد أمرني الملك ألا آخذ منك شيئًا، وأن أرد الذي أخذت


(١) هو عبد الله بن أبي ربيعة.
(٢) في (ت): ففضحهم الله.
وانظر: خبر الهجرة الأولى إلى الحبشة في "السيرة النبوية" لابن هشام ١/ ٤٣١.
(٣) أي: خلخالًا.
انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (وضح).

<<  <  ج: ص:  >  >>