للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي الحديث: مكتوب في أسفل المقام: إني أنا الله ذو بكة، حرمتها يوم خلقت السموات والأرض، ويوم وضعت هذين الجبلين، وحففتهما بسبعة أملاك حنفاء، من جاءني زائرًا لهذا البيت عارفًا بحقه، مذعنا إليّ بالربوبية حرمت جسده على النار (١).

{قِيَامًا لِلنَّاسِ} أي: قوامًا لهم في أمر دينهم ودنياهم، وصلاحًا لمعاشهم ومعادهم، لما يحصل عنده من الحج والعمرة والزيارة والتجارة، وما يجبى إليه من الثمرات، وتظهر فيه من أنواع البركات.

قال سعيد بن جبير: من أتى هذا البيت يريد شيئًا للدنيا والآخرة أصابه (٢).

{وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ} أراد الأشهر الأربعة الحرم، يأمن الناس فيها


(١) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" ١١/ ١١٤ (٢٠٠٧١) عن معمر، عن الزهري قال: بلغني أنهم وجدوا في مقام إبراهيم ثلاثة صفوح، في كل صفح منها كتاب، وفي الصفح الأول أنا الله ذو بكة، صغتها يوم صغت الشمس، وحففتها بسبعة أملاك حقًّا، وباركت لأهلها في اللحم واللبن، وأخرجه أيضًا البيهقي في "شعب الإيمان" ٣/ ٢٤٥ (٤٠١٧).
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٤١٠٣) من طريق وكيع عن الأعمش، عن مجاهد قريبًا من لفظ الزهري.
وأخرجه ٣/ ٢٦٩ (١٤١٠٤) عن الضحاك بنحوه.
وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" ٨/ ١٥٠ عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه بنحوه.
وانظر: "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ١٧، "التمهيد" لابن عبد البر ١٠/ ٤٤.
(٢) ذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>