للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جميع ما معه، وطرحه في جوالقه (١)، ولم يخبر صاحبيه بذلك، فلما اشتد وجعه أوصى إلى تميم وعدي، وأمرهما أن يدفعا متاعه إذا رجعا إلى أهله ومات بديل، ففتشا متاعه، فأخذا منه إناء من فضة، منقوشًا بالذهب فيه ثلاثمائة مثقال فضة، مموهًا بالذهب، فغيباه، ثم قضيا حاجتهما وانصرفا، وقدما المدينة فدفعا المتاع إلى أهل الميت، ففتشوا فأصابوا الصحيفة، فيها تسمية ما كان معه، وفيها الإناء، فجاءوا تميمًا، وعديًا فقالوا: هل باع صاحبنا شيئًا من متاعه؟ قالا: لا، قالوا: فهل اتجر تجارة؟ قالا: لا، قالوا: فهل طال مرضه فأنفق على نفسه؟ قالا: لا، قالوا: فإنا وجدنا في متاعه صحيفة، فيها تسمية ما معه، وإنا فقدنا منها إناء من فضة مموها بالذهب، فيه ثلاثمائة مثقال فضة.

قالا: ما ندري، إنما أوصى إلينا بشيء، وأمرنا أن ندفعه إليكم، فدفعناه، وما لنا بالإناء من علم، فرفعوها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله عز وجل {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ} (٢).


= الكلبي، ويكنى: أبا النضر، وقد تركه أهل العلم بالحديث، وهو صاحب التفسير.
(١) أي: في وعائه، وهو بضم الجيم، وفتح اللام، وبكسر الجيم واللام.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ١١٥ من طريق معمر عن قتادة، وابن سيرين، وابن جريج عن عكرمة، دخل حديث بعضهم في بعض.
وأخرج أصل القصة البخاري في كتاب الوصايا، باب قول الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ =

<<  <  ج: ص:  >  >>