للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ أهل الكوفة (١): {يَصرِفْ} بفتح الياء وكسر الراء (٢)، على معنى: من يصرف الله عنه العذاب.

واختاره أبو عبيد وأبو حاتم؛ لقوله (فيما قبله: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ}.

ولقوله، فيما بعده: {فَقَدْ رَحِمَهُ} ولم يقل: رُحِم، على المجهول (٣). ولقراءة أُبيٍّ: (من يصرفه الله عنه) (٤).

{يَوْمَئِذٍ} يعني: يوم القيامة. وهو ظرف مبني على الجر؛ لإضافة الوقت إلى: إذْ، كقولك (٥): حينئذٍ، وساعتئذٍ.


(١) الكوفة: مصر مشهور بأرض بابل من سواد العراق، مصرت في عهد عمر سنة تسع عشرة، بعد وقعة القادسية، وتقع الكوفة على نهر الفرات، على مسافة ثمانية كيلو مترات من مدينة النجف، ومائة وستة وخمسين كيلو مترًا من بغداد، وستين كيلو مترًا من كربلاء. انظر: "معجم المعالم الجغرافية" (ص ٢٦٧ - ٢٦٨)، "معجم البلدان" ٤/ ٤٩٠.
(٢) قرأ بها: حمزة والكسائي وعاصم، من رواية أبي بكر وخلف ويعقوب. "السبعة" (ص ٢٤٥)، "النشر" ٢/ ٢٩٢.
(٣) قال ابن زنجلة: وحجتهم: قوله قبلها: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ} فكذلك: من يصرف الله.
وأخرى: أنه ختم الكلام بمثل معنى: {يُصْرَفْ} قال: {فَقَدْ رَحِمَهُ} ولم يقل: فقد رُحِم. فيكون على نظيره مما لم يسم فاعله، فكان التوفيق بين أوله وآخره أولى من أن يخالف بينهما، فجعل آخره مثل الأول ملحقًا به. "حجة القراءات" لابن زنجلة (ص ٢٤٣).
(٤) "القراءات الشاذة" لابن خالويه ص ٣٦، "الكشف" لمكي ١/ ٤٢٥ "المحرر الوجيز" ٢/ ٢٧٣ "الجامع لأحكام القرآن" ٦/ ٣٩٧.
(٥) في (ت): كقوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>