للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تدنو من أهلك، ولا تواقعها.

فقال آزر: أنا أشحُّ على ديني من ذاك. فأوصاه بحاجته، ثم بعثه، فدخل المدينة، وقضى حاجته. ثم قال: لو دخلتُ على أهلي، فنظرت إليهم، فلما نظر إلى أم إبراهيم لم يتمالك [نفسه] (١) حتى وقع عليها، فَحَمَلت بإبراهيم عليه السَّلام (٢).

قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: لمَّا حملت أم إبراهيم، قال الكهَّان لنمرود: إن الغلام الذي أخبرناك به قد حملته أمه الليلة، فأمر نمرود بذبح الغلمان، فلما دنت ولادة أم إبراهيم، وأخذها المخاض، خرجت هاربة؛ مخافة أن يطَّلع عليها، فيقتل ولدها، فوضعته في نهر يابس، ثم لفَّته في خرقة، ووضعته في حلفاء، فرجعت، فأخبرت زوجها بأنها ولدت، وأن الولد في موضع كذا، فانطلق أبوه، فأخذه من ذلك المكان، وحفر له سربًا عند نهر، فواراه فيه، وسدَّ عليه بابه بصخرةٍ (٣)، مخافة السباع، وكانت أمه تختلف إليه فترضعه (٤).

وقال السدي: لما عظُم بطن أم إبراهيم، خشي آزرُ أن يُذْبحَ، فانطلق بها إلى أرض بين الكوفة والبصرة، يقال لها: أَوَّر، فأنزلها في سَرَب من الأرض، وجعل عندها ما يصلحها، وجعل يتعهَّدها،


(١) من (ت).
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" عن محمد بن إسحاق ٧/ ٢٤٨. ولا مستند لهذِه الأقوال.
(٣) جاء في الأصل: بصخر. والمثبت من (ت).
(٤) "معالم التنزيل" ٣/ ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>