للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى بيته، ففتح أسفاطًا (١) له كثيرة، فجعل يطرح تلك الأشياء، لا يلتفت إليها.

قال: قلت له (٢): ما شأنك؟

قال: هذِه أشياء كتبتها اليهود، حتى أخرج سفر (٣) موسى، فنظر إليه مرَّتيْن فقال: مستقر في الرحم، ومستقر فوق الأرض، ومستقر تحت الأرض، ومستقر حيث يصير إلى الجنة أو إلى النار (٤).

ثم قرأ: {وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} (٥) وقرأ: {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}.

وقال الحسن: المستقر في القبر، والمستودع في الدنيا (٦).

وكان يقول: يا ابن آدم، أنت وديعة في أهلك، وتوشك أن تلحق بصاحبك (٧).

وأنشد قول لبيد:


(١) السَّفَط: الذي يعبَّأ فيه الطيب وما أشبهه من أدوات، وُيجمع أسفاطًا. "تهذيب اللغة" ١٢/ ٢٣٨ (سفط).
(٢) من (ت).
(٣) السِّفْرُ -بالكسر: الكتاب، وقيل هو: الكتاب الكبير، وقيل هو: جزء من التوراة والجمع أَسْفارٌ. "لسان العرب" ٤/ ٣٦٧ (سفر).
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٧/ ٢٨٩ وفي إسناده مجهول.
(٥) الحج: ٥، البقرة: ٣٦.
(٦) "جامع البيان" ٧/ ٢٩١، "زاد المسير" ٣/ ٩٢.
(٧) السابق، وانظر: "معالم التنزيل" ٣/ ١٧٢، "روح المعاني" ٧/ ٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>