للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الماضية {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ} النار {لَعَنَتْ أُخْتَهَا} في الدِّين والملة، ولم يقل: أخاها؛ لأنّه عنى بها الأُمّة والجماعة فيلعن المشركون المشركين، واليهودُ اليهودَ، وكذلك النصارى والصابئون والمجوس (١)، ويلعن الأتباعُ القادةَ يقولون: لعنكم الله أنتم غررتمونا، قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا} أي: تلاحقوا واجتمعوا في النار {جَمِيعًا}.

وقرأ الأعمش: (حتّى إذا تداركوا) على الأصل (٢)، وقرأ النخعي: حتّى (إذا أدّركوا)، مثقلة الدال من غير ألف أراد افتعلوا من الدرك (٣).


(١) المجوس: المَجُوسِيَّة نِحْلَةٌ، والمَجُوسِيّ منسوب إِليها والجمع المَجُوسُ، وهي نِحْلَةٌ انتشرت في بلاد الفرس قديما، وهم يؤمنون بالأصْلَين وهما النور والظُّلْمة، وَيزْعُمون أنَّ الخير من فِعْل النور، والشرَّ من فعِل الظَلْمة، وهم يعبدون النار. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٤/ ٢٩٩، "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" للرازي، (٨٦)، "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ٢١٣.
الصابئ: الَّذي يخرج من دين إلى دين، كما تصبُؤ النجومُ من مطالعها، والصابئون: هم قوم دينهم شبيه بدين النصارى إلَّا أن قبلتهم نحو مهب الجنوب، حيال منتصف النهار، يزعمون أنهم على دين نوح.
إنظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٣٢، "العين" للخليل ٧/ ١٧١.
(٢) ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٢/ ٣٩٩ والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ٢٠٤ كلاهما عنه.
وهي قراءة شاذة. انظر: "المحتسب" لابن جني ١/ ٢٤٧.
(٣) ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ٤/ ٢٩٧، وابن عادل الدمشقي في "اللباب" ٩/ ١٠٧، كلاهما عن مجاهد في إحدى القراءتين عنه، ولم أجد من ذكرها عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>