للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَمْ يَمْنَعِ الشَّرْبَ مِنْهَا (١) غَيرَ أَنْ نَطَقَتْ ... حَمَامَةٌ في غُصُونٍ ذَاتِ ألوان (٢)

وقال الزجاج: قد يكون النصب من وجهين: أحدهما الاستثناء من غير جنسه، والثاني الحال من قوله: {اعْبُدُوا اللَّهَ} لأن غيره نكرة وإن أضيف إلى المعارف (٣).

وقرأ أبو جعفر ويحيى بن وَثّاب والأعمش والكسائي: {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} بكسر الراء على نعت الإله، واختاره أبوعبيد ليكون كلامًا واحدًا (٤).

وقرأ الباقون (غيرُه) بالرفع (٥) على وجهين: أحدهما: نية التقديم، وإن كان مؤخّرًّا في اللفظ تقديره: ما لكم غيره من إله.

والثاني: أن يجعله نعتا لتأويل الإله لأن المعنى ما لكم إله غيره (٦).


(١) في الأصل: مني. وما أثبته من (س) وهو موافق لما في المصادر.
(٢) انظر: "الكتاب" لسيبويه ١/ ١٥٨، "جمهرة اللغة" لابن دريد ٢/ ٢٥٣، "تاج العروس" للزبيدي ١٥/ ٧٨٤ وفيها جميعا: ذات أَوْقَالِ. أي ثمار.
انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ٣/ ٢٧٤ (وَقَل)
(٣) ذكره ابن منظور في "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٣٤ (غ ي ر) عنه مختصرا.
(٤) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ١٣٤.
(٥) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٢١٥، وابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" ٢/ ٢٠٣ وقال: واختلفوا في {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} حيث وقع، وهو هنا وفي هود والمؤمنون، فقرأ أبو جعفر والكسائي بخفض الراء وكسر الهاء بعدها، وقرأ الباقون برفع الراء وضم الهاء.
(٦) ذكر الوجهان القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>