للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العنبري (١) يقول: معناه إذ نجّانا الله منها في سابق علمه، وعند اللوح المحفوظ، والقلم (٢).

وقال بعضهم: كان شعيب ومَنْ آمن معه في بَدْءِ أمرهم في تَقية مستخفين، ثمّ أظهروا أمرهم. فلذلك قال لهم قومهم: {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} لأنهم حسبوا أنّهم على ملّتهم (٣). وقيل إن هذا كله على أصحاب شعيب، دون شعيب -عليه السلام- لأنّهم كانوا كفّارًا فآمنوا، فالخطاب لهم، وجواب شعيب عنهم لا عن نفسه؛ لأن شعيبًا -عليه السلام- لم يكن كافرًا قط، وإنّما تناوله الخطاب لانضمام مَنْ فارق دينهم إليه (٤). ورأيت في بعض التفاسير أن الملّة هاهنا الشريعة، وكان شعيب عليها قبل نبوّته فلمّا نُبّئ فارقهم (٥)، ثمّ دعا شعيب على قومه إذ يئس من فلاحهم، فقال: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ} أي: اقض، وقال المُؤَرِّج: أفصل (٦). وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ما كنت أدري قوله (٧): {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ} حتّى سمعت ابنة ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك. أي:


(١) ثقة مفسر.
(٢) لم أجد من ذكره.
(٣) ذكره الرازي في "مفاتيح الغيب" ١٤/ ١٨٤.
(٤) ذكره النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٥٤ بنحوه.
(٥) ذكره الرازي في "مفاتيح الغيب" ١٤/ ١٨٤.
(٦) ذكره ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٤٦٢.
(٧) من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>