للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يزايلوا قومهم حين عبدوا العجل، ولم يأمروهم بالمعروف، ولم ينهوهم عن المنكر (١).

وقال وهب: لم تكن تلك الرجفة موتًا، ولكن القوم لما رأوا تلك الهيبة أخذتهم الرعدة، وقلقوا ورجفوا حتّى كادت أن تبين منهم مفاصلهم، وتنقضَّ ظهورهم، فلمّا رأى ذلك موسى -عليه السلام- رحمهم، وخاف عليهم الموت، واشتدّ عليه فقدهم، وكانوا له وزراء على الخير سامعين مطيعين، فعند ذلك دعا وبكى، وناشد ربّه فكشف الله عنهم تلك الرجفة والرعدة، وسكنوا واطمأنوا وسمعوا كلام ربهم، فذلك قوله -عز وجل- (٢).

{قَالَ} يعني موسى {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} يعني عبدة العجل، وظن موسى -عليه السلام- أنّهم عوقبوا باتخاذ بني إسرائيل العجل. وقال السدي: أوحى الله -عز وجل- إلى موسى أن هؤلاء السبعين ممن اتخذوا العجل، وكان موسى -عليه السلام- لا يعلم ذلك، فقال موسى: يا رب كيف أرجع إلى بني إسرائيل، وقد أهلكت خيارهم، وليس معي رجلٌ واحدٌ فماذا الذي يصدقونني به، أو يأمنونني عليه بعد هذا، فأحياهم الله تعالى (٣).

وقال المبرّد: قوله: {أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} استفهام


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٧٤ عنهم.
(٢) ذكره الخازن في "لباب التأويل" ٢/ ٥٩١ عنه، وذكر الآية: {فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ}. وهي ليست في الأصل والنسخ.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٧٦ عنه مختصرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>