للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الشاعر (١):

قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَى وجاراتُها ... أنِّي من الذنب لها هائِدُ (٢)

{قَالَ} الله -عز وجل-: {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ} من خلقي، وقرأ الحسن وابن السميفِعْ: (مَنْ أساء) بالسين والألف المفتوحة من الإساءة (٣). {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ} عمّت {كُلَّ شَيْءٍ} (قال الحسن وقتادة: وسعت في الدنيا البر والفاجر، وهي يوم القيامة للمتّقين خاصة (٤). وقال عطيّة العوفي: وسعت كل شيء) (٥)، ولكن لا تجب إلَّا للذين يتقون، وذلك أنّ الكافر يُرزق، ويُدفع عنه بالمؤمن لسعة رحمة الله للمؤمنين، فيعيش فيها فإذا صار إلى الآخرة وجبت للمؤمنين خاصة، كالمستضيء بنار غيره إذا ذهب صاحب السراج بسراجه (٦).


(١) لم أعرفه.
(٢) ذكره ابن سيده في "إعراب القرآن" ٥/ ١٢٤، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٤/ ٤٠٠، وابن عادل الدمشقي في "اللباب" ٩/ ٣٣٧. وجاء في هذِه المصادر: من الله. بدلا: من الذنب.
(٣) ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٢/ ٤٦١، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٤/ ٤٠٠، كلاهما عن الحسن وطاووس وعمرو بنفائد.
وهي قراءة شاذة. انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالَويْه (ص ٥١).
(٤) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ٢٤٣ عنهما.
(٥) من (ت).
(٦) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٢٨٧ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>