للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرجلَ الفاسد مشبه به (١).

قوله تعالى: {وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى} والعَرَض متاع الدنيا أجمع. والعرْض بجزم الراء ما كان من المال سوى الدراهم والدنانير.

قال المفسّرون (٢): هؤلاء اليهود ورثوا كتاب الله، فقرؤه وعلموه وضيعوا العمل به، وخالفوا حكمه يرتشون في حكم الله وتبديل كتابه، وتغيير صفة محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، {وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} ذنوبنا، ما عملناه بالليل كُفّر عنا بالنهار، وما عملناه بالنهار كفر عنا بالليل تمنيًا منهم على الله الأباطيل. قوله (٣): {وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} قال سعيد بن جبير: وإن عرض لهم ذنب آخر عملوه (٤). قال مجاهد: ما أشرف لهم في اليوم من شيء من الدنيا حلال أو حرام يشتهونه أخذوه، وكلما وهف لهم شيء من الدنيا أكلوه، لا يبالون حلالا كان أو حرامًا، ويتمنون المغفرة، فإن يجدوا الغد مثله يأخذوه (٥). قال السدي: كانت بنو إسرائيل لا يستقضون قاضيًا إلّا ارتشى في


(١) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٠٤ - ١٠٥.
(٢) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١٠٥ - ١٠٦، وقال: وبنحو الَّذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت عنه عباراتهم، ثم ساق بأسانيده الأقوال عن: ابن جبير، مجاهد، وقتادة، والسدي، وغيرهم.
(٣) من (س).
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١٠٦ عنه.
(٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٣/ ٢١٢ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>