للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أول ما حملت) (١). فقال: ما هذا الَّذي في بطنك؟ قالت: ما أدري! قال: إني أخاف أن يكون بهيمة. فقالت ذلك لآدم عليه السلام، فلم يزالا في هَمٍّ من ذلك، ثمّ عاد إليها فقال: إني من الله بمنزلة، فإن دعوتُ الله فولدت إنسانًا أتسميه بيّ؟ . قالت: نعم. قال: فإنّي أدعو الله، فأتاها وقد ولدت. فقال: سميه باسمي. فقالت: وما اسمك؟ قال: الحارث. -ولو سمّى لها نفسه لعرفته- فسمته عبد الحارث (٢).

وقال سعيد بن جبير: لما هبط آدم وحواء عليهما السلام إلى الأرض، أُلقيت الشهوة في نفس آدم، فأصابها فحملت، فلما تحرك ولدها في بطنها. جاءها إبليس فقال: ما هذا؟ أترين في الأرض إلّا ناقة أو بقرة أو ضانئة أو ماعزة أو نحوها. فما يدريك ما في بطنك؟ . لعله كلب أو خنزير أو حمار. وما يدريك؟ من أين يخرج؟ أمن دبرك فيقتلك أو أذنك أو عينك أو فيك أو ينشق بطنك فيقتلك؟ فخافت حواء من ذلك. قال: فأطيعيني (٣) وسميه عبد الحارث. وكان اسمه في الملائكة الحارث، تلدين شبيهكما مثلكما (٤)، فذكرت ذلك لآدم عليه السلام فقال: لعلّه صاحبنا الَّذي قد علمت. فعاودها إبليس فلم يزل بهما حتّى غرهما فسمّياه عبد الحارث (٥).


(١) من (ت) و (س).
(٢) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ٣٣٨ عنه.
(٣) من (ت) و (س).
(٤) من (ت) و (س).
(٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١٤٥ عنه بنجوه. ومن قوله: فما يدريك ... إلى فيقتلك. أخرجه عن السدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>