للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقرائكم" (١). وكذلك يقول في تنفيل الإمام بعض القوم واقتطاعه (٢) إياه لبلاء أبلاه، أو غَناء عنده، ففرّق بين الأنفال والغنائم.

(قوله عز وجل) (٣): {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} وذلك حين اختلفوا في الغنيمة أمرهم بالطاعة والجماعة، ونهاهم عن المفارقة والمخالفة. قال قتادة وابن جريج: كان نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - ينفل الرجل من المؤمنين سَلَب الرجل من الكفّار إذا قتله (٤)، وكان ينفل الرجل على قدر غَنَائه وبلائه (٥)، حتّى إذا كان يوم بدر ملأ الناس أيديهم غنائم، فقال أهل الضعف: ذهب أهل القوّة بالغنائم! . فنزلت {قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} ليرد أهل القوّة على أهل الضعف (٦)، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرد بعضهم على بعض، وأمرهم الله بالطاعة فيها، فقال: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} واختلفوا في وجه تأنيث ذات البين، فقال


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١٧٦ قال: حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد. وذكره بنحوه. هذا الأثر من كلام عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو متأخر، من أتباع التابعين، (ت ١٨٢ هـ) سبقت ترجمته وهو كما قال ابن حجر: ضعيف.
(٢) في الأصل: اقتضابه. وفي (س): واقتنائه. وما أثبته من (ت) وهو الأنسب في السياق.
(٣) من (س).
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١٧٧ عن قتادة إلى هذا الموضع.
(٥) في المصدر: جِدّه وغَنَائه.
(٦) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١٧٧ عن ابن جريج إلى هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>