للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال خباب بن الأرت: شكونا إلى رسول الله عليه السلام فقلنا: ألا تستنصر الله لنا، فاحمر وجهه. وقال: "كان الرجل قبلكم يؤخذ، فيحفر له في الأرض، ثمّ يجاء بالمنشار فيقطع بنصفين ما يصرفه عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب، ما يصرفه عن دينه، ولُيتِمنَّ الله هذا الأمر حتّى يسير الراكب من صنعاء (١) إلى حضرموت لا يخشى إلّا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تعجلون" (٢). ثمّ قال للكفّار: {وَإِنْ تَنْتَهُوا} عن الكفر بالله وقتال نبيّه {فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} {وَإِنْ تَعُودُوا} لحربه وقتاله {نَعُدْ} بمثل الوقعة التي أوقعت بكم يوم بدر. وقيل: وإن تعودوا للاستفتاح نعد لفتح محمد (٣)، {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} قرأ أهل المدينة والشام: (وَأَنَّ اللهَ) بفتح الألف، بمعنى: ولأن الله، وقيل: هو معطوف على قوله: {وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} (٤) وقرأ الباقون بالكسر على الابتداء (٥)، واختاره أبو


(١) صَنْعاء: أعظم مدينة في اليمن، وهي عاصمة الجمهورية اليمنية، وتعد من أقدم المدن في العالم، وهي اليوم أشهر من أن تُعَرَّف.
انظر: "معجم المعالم الجغرافية" لعاتق البلادي (ص ١٧٨).
(٢) أخرجه البخاري باب علامات النبوة في الإسلام: ٦/ ٦١٩، بنحوه.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٢٠٨ عن السدي بنحوه.
(٤) الأنفال: ١٨
(٥) ذكره ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" ٢/ ٢٠٧ قال: واختلفوا في {وَإِنَّ اللَّهَ} فقرأ المدنيان وابن عامر بفتح الهمزة وقرأ الباقون بكسرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>