للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعمل خيرًا (١).

وقال السدي: يحول بين الإنسان وقلبه فلا يستطيع أن يؤمن ولا أن يكفر إلا بإذنه (٢).

وقال قتادة: معنى ذلك أنّه قريب من قلبه، ولا يخفى عليه شيء أظهره أو أسره. وهي كقوله عز وجل: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (٣) (٤) وقيل: هو أن القوم لما دعوا إلى القتال في تلك الحال الضعيفة ساءت ظنونهم، واختلجت (٥) صدروهم، فقيل لهم: قاتلوا في سبيل الله، واعلموا أن الله يحول بين المرء وبين ما في قلبه، فيبدّل الخوف أمنًا، والجُبن جُرأة. (٦) وقيل: يحول بينه وبين مراده، لأن الأجل حال دون الأمل، والتقدير منع من التدبير.

وقرأ الحسن: (بين المرّ) بتشديد الراء من غير همزة (٧)، وقرأ الزهري: (بين المُرء) بضم الميم والهمزة (٨) وهي لغات صحيحة.


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٢١٦ عنه.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٢١٦ عنه.
(٣) ق: ١٦
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٢١٧ عنه بنحوه.
(٥) في الأصل: اختلفت. وما أثبته من (ت) و (س) وهو موافق لما في المصدر.
(٦) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٣٤٥، ولم يعزه.
(٧) ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ٤/ ٤٧٧، والألوسي في "روح المعاني" ٩/ ١٩٢ كلاهما عنه.
وهي قراءة شاذة. انظر: "المحتسب" لابن جني ١/ ٢٧٦.
(٨) المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>