للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تنصبه بالفاء. وقيل: هو نصب على الظرف (١). كقول الشاعر (٢):

لا تَنْهَ عَنْ خلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ ... عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ (٣)

وقال الأخفش: هو عطف على ما قبله من النهي، تقديره: ولا تخونوا أماناتكم (٤). وقرأ مجاهد: (أمانَتِكم) واحدة (٥). واختلفوا في معنى هذِه الأمانة، فقال ابن عباس: هو ما يخفى عن أعين الناس من فرائض الله عز وجل، والأعمال التي ائتمن الله سبحانه عليها العباد يقول لا تنقصوها (٦).

وقال ابن زيد: معنى الأمانات هاهنا الدين، وهؤلاء المنافقون ائتمنهم الله على دينه فخانوه، إذ أظهروا الإيمان وأسرّوا الكفر (٧).


(١) كذا في النسخ والصواب: الصرف. قال: الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٤٠٨: إن شئت جعلتها جزما على النهي، وإن شئت جعلتها صرفا ونصبتها.
(٢) البيت وُجِدَ في عدة قصائد، ولذا اختلفوا في قائله كما نوه بذلك البغدادي في "خزانة الأدب" للبغدادي ٥/ ٥٦٧، إلا أنه قال: والمشهور أنه من قصيدة لأبي الأسود الدؤلي، ثم ساق القصيدة برمتها.
(٣) انظر: "خزانة الأدب" للبغدادي ٥/ ٥٦٧، "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٤٤٧ (عظظ).
(٤) لم أعثر عليه.
(٥) ذكره الزمخشري في "الكشاف" ٢/ ٥٧٤، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٢/ ٥١٨ كلاهما عنه.
وهي قراءة شاذة، انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خَالَويْه (ص ٥٤).
(٦) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٢٢٣ عنه بنحوه.
(٧) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ٢٢٣ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>