للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واختلفوا في المخاطبين بهذِه الآية:

فروى الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يعني بها قومًا من المنافقين كانوا يتوسلون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخروج معه إلى الجهاد؛ دفاعًا وتعذيرًا والنفاق في قلوبهم (١).

وقال سائر المفسرين (٢): الخطاب للمؤمنين حين شقّ على بعضهم القتال وكرهوه فأنزل الله {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا} فلا تؤمروا بالجهاد ولا تمتحنوا ليظهر الصادق من الكاذب والمطيع من العاصي.

{وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ} ولم ير الله (٣)، والألف صلة (٤) {الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً} بطانة وأولياء يوالونهم ويفشون إليهم أسرارهم (٥).


(١) ذكره البَغَوِيّ في "معالم التنزيل" ٤/ ١٧ بلا نسبة، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤٠٦ منسوبًا لابن عباس.
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٠/ ٩٢، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٣/ ١٥، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٧/ ١٥٧.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢/ ١٦١، وقال السمرقندي في "بحر العلوم" ٢/ ٣٨: وقد كان يعلم الله تعالى ذلك منهم قبل أن يجاهدوا وقبل أن يخلقهم، ولكن كان علمه علم الغيب، ولا يستوجبون الجنة والثواب بذلك العلم، وإنما يستوجبون الثواب والعقاب بما يظهر منهم من الجهاد.
(٤) أي: زائدة. وقال النَّيْسَابُورِيّ في "معانيه" ١/ ٣٠٢: لمَّا نفي الفعل مع تقريب وقوعه، و (لم) نفي بغير إيذان بوقوعه؟
(٥) وهو قول ابن عباس فيما رواه عنه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٧٦٤، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٣٩٠ لابن المنذر وأبي الشيخ =

<<  <  ج: ص:  >  >>