للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس - رضي الله عنه -: "نادِ؛ يا معشر الأنصار، يا معشر المهاجرين" وكان العباس - رضي الله عنه - رجلًا صيِّتًا (جهوري الصوت) (١)، فيروى من شدة صوت العباس أنه أُغير يومًا على مكة؛ فنادى: واصباحاه، فأسقطت كل حامل سمعت صوته جنينها (٢) - قال: فجعل ينادي: يا عباد الله؛ يا أصحاب الشجرة (٣)، يا أصحاب سورة البقرة؛ فعطف المسلمون حين سمعوا صوته عطفة النمرة (٤) على أولادها، فقالوا: لبيك، لبيك، وجاءوا عنقًا واحدًا، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا عصابة من الأنصار، فقال: "هل معكم غيركم؟ "

فقالوا: يا رسول الله لو عمدت إلى بِرْك الغِمَاد (٥) من اليمن لكنّا


(١) ما بين القوسين من (ت).
(٢) لم أجد هذِه الرواية.
(٣) جاء في بعض الروايات في "صحيح مسلم" في الجهاد، باب في غزوة حنين (١٧٧٥): يا أصحاب السمرة.
قال النووي في "شرح صحيح مسلم" ١٢/ ١١٥: هي الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان، ومعناه: نادِ أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية.
(٤) في حاشية الأصل: في نسخة: البقرة، وكذا هي في (ت)، وفي بعض المصادر: الإبل.
(٥) بِرْكُ الغِماد: وهو موضع وراء مكة بخمس ليالٍ مما يلي البحر، وقيل موضع ببلاد اليمن.
قال ابن الأثير: تكسر الباء وتفتح، وتضم الغين وتكسر.
"معجم البلدان" لياقوت ١/ ٤٧٥، "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>