للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نا عمرو بن زرارة (١)، أنا هشيم (٢)، أنا حصين (٣)، عن زيد بن وهب (٤)، قال: مررت بالرّبذة (٥) فإذا أنا بأبي ذرّ - رضي الله عنه -، فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذِه الآية {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فقال معاوية: نزلت في أهل الكتاب.

فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه كلام في ذلك، فكتب إلى عثمان - رضي الله عنه - يشكوني، فكتب إليّ عثمان أن أقدم المدينة، فقدمتها، فكثر الناس عليّ حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذلك لعثمان - رضي الله عنه -، فقال لي: إن شئت تنحّيتَ فكنت قريبًا، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمَّروا عليّ حبشيًا لسمعت وأطعت (٦).


(١) ابن واقد الكلابي، أبو محمَّد النيسابوري، ثقة ثبت.
(٢) هُشَيم بن بَشِير أبو معاوية بن أبي خازم الواسطي، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي.
(٣) ابن عبد الرحمن السلمي، أبو الهذيل الكوفي، ثقة تغير حفظه في الآخر، ورواية هشيم عنه قبل التغير.
(٤) أبو سليمان الكوفي، مخضرم ثقة جليل.
(٥) الرَّبَذة: بالراء الموحدة والذال المعجمة، من قرى المدينة بأطراف الحجاز مما يلي نجدًّا، على طريق حاج العراق، تبعد مائة وخمسين كيلًا شمال مهد الذهب، وهي اليوم خراب.
"معجم البلدان" لياقوت ٣/ ٢٧، "معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية" لعاتق البلادي (ص ١٣٥ - ١٣٦).
(٦) [١٤٣٩] الحكم على الإسناد:
إسناده فيه شيخ المصنف لم أر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وبقية رجاله ثقات. =

<<  <  ج: ص:  >  >>